دليلك لفهم القيمة الدفترية في القوائم المالية

في عالم المال والأعمال، تمثل القوائم المالية مرآة دقيقة تعكس الأداء الحقيقي لأي شركة.

 وبين بنود هذه القوائم، تظهر  كواحدة من أبرز المؤشرات المالية التي يعتمد عليها المستثمرون والمحللون لتقييم الأصول ومعرفة مدى قوة المركز المالي للشركة. 

لكن ماهي القيمة الدفترية فعليًا؟ وما الذي تجعلها مهمة في تقويم الشركات؟

في هذا المقال ، نأخذك في جولة مبسطة لفهم هذا المفهوم المحاسبي، ونتعرف على طريقة حسابها، واستخداماتها، والفروقات بينها وبين القيمة السوقية، مع أمثلة وتطبيقات تساعدك في اتخاذ قرارات مالية أكثر وعيًا.

أولاً: ماهي القيمة الدفترية؟

(Book Value) هي القيمة الصافية للأصول التي تملكها الشركة كما تظهر في دفاترها المحاسبية بعد خصم الالتزامات والديون. 

تُحسب  بالمعادلة التالية:

القيمة الدفترية = إجمالي الأصول – إجمالي الخصوم

مثال بسيط: إذا كانت لدى الشركة أصول بقيمة 10 ملايين ريال، وديون بمقدار 4 ملايين، فإنها تساوي 6 ملايين ريال.

هذه القيمة تُستخدم كمؤشر على ما يتبقى للمساهمين في حال تم تصفية الشركة. 

لذلك فهي عنصر حيوي في تحليل الجدارة المالية للشركات.

ثانياً: أهمية القيمة الدفترية في التحليل المالي.

تُعتبر  أداة فعالة في عدة نواحٍ، منها:

• تقييم الشركة: تساعد المستثمرين على معرفة ما إذا كان السهم يتم تداوله بأعلى أو أقل من قيمته الفعلية.
• قياس الأداء المالي: كلما زادت، دلّ ذلك غالبًا على وجود إدارة مالية رشيدة وتنمية مستمرة في الأصول.
• مقارنة بالسوق: تُستخدم للمقارنة مع القيمة السوقية للسهم، مما يمنح إشارات حول احتمالية وجود تقييم زائد أو ناقص.
  

ثالثاً: كيف تُحسب القيمة الدفترية للسهم؟

يتم الحساب لكل سهم، يُقسم إجمالي حقوق المساهمين على عدد الأسهم القائمة:

القيمة الدفترية للسهم = حقوق المساهمين ÷ عدد الأسهم المصدرة

مثال: إذا كانت حقوق المساهمين 5 ملايين ريال وعدد الأسهم 500 ألف سهم، فإنها تكون للسهم تساوي 10 ريالات.

رابعاً: الفرق بين القيمة الدفترية والقيمة السوقية.

من المهم التمييز بين المصطلحين:

فمثلاً، قد تكون  لسهم شركة 15 ريالاً، لكن يُتداول السهم في السوق بـ25 ريالاً بسبب توقعات النمو، أو بـ10 ريالات نتيجة تراجع الثقة.

خامساً: ما الذي يؤثر على القيمة الدفترية؟

هناك عدة عوامل قد تؤثر على ارتفاعها أو انخفاضها :

1. زيادة أو انخفاض الأصول: مثل شراء عقارات، أو بيع خطوط إنتاج.
2. تغير الالتزامات: سداد ديون أو الحصول على قروض جديدة.
3. الأرباح المحتجزة: إذا لم توزَّع الأرباح، تُضاف إلى حقوق المساهمين.
4. الخسائر المتراكمة: تؤثر سلبًا في حقوق المساهمين وتقلل من القيمة.

سادساً: هل القيمة الدفترية كافية لاتخاذ قرار استثماري؟

رغم أهميها, إلا أنها لا تكفي وحدها للحكم على قوة الشركة.

 من الأفضل استخدامها ضمن مجموعة مؤشرات أخرى مثل:

• العائد على حقوق المساهمين (ROE)
• نسبة السعر إلى القيمة الدفترية (P/B Ratio)
• نسب الربحية والهامش التشغيلي

بهذا الشكل، يحصل المستثمر أو المحلل المالي على صورة متكاملة وشاملة قبل اتخاذ قرارات استراتيجية أو استثمارية.

سابعاً: مثال واقعي من السوق السعودي.

لنفرض أن شركة مدرجة في السوق المالية السعودية “تداول”، لديها بيانات مالية كالتالي:

• إجمالي الأصول: 50 مليون ريال
• إجمالي الخصوم: 20 مليون ريال
• عدد الأسهم القائمة: 3 ملايين سهم

القيمة الدفترية = 50 – 20 = 30 مليون ريال
القيمة الدفترية للسهم = 30 مليون ÷ 3 ملايين = 10 ريالات للسهم

إذا كان السهم يُتداول حاليًا بـ15 ريالًا، فإن السعر السوقي أعلى  بنسبة 50%، ما قد يشير إلى تفاؤل السوق بأداء الشركة المستقبلي.

ختاماً، بعد أن تعرفت على ماهي القيمة الدفترية وكيفية حسابها واستخداماتها، يصبح بإمكانك النظر إلى القوائم المالية بمنظور أوضح وأكثر احترافية.

هي  ليست مجرد رقم محاسبي، بل أداة استراتيجية لفهم الوضع المالي الحقيقي لأي شركة.

 ومن خلال دمج هذا المؤشر مع غيره من أدوات التحليل، يمكنك بناء قرارات استثمارية أكثر دقة ونجاحًا.

وفي ظل التحول الرقمي السريع ، تقدم منصة مولا حلولاً مالية مبتكرة تُمكّنك من تحليل البيانات المالية بسهولة وفعالية، مما يتيح لك استخدام مفهوم القيمة الدفترية بطريقة ذكية لدعم أهدافك المالية.

اقرا المزيد: التدفقات النقدية وتقليل المصاريف التشغيلية دليلك للإدارة الفعالة